لم يذكر في العهد القديم سوى شخصين هما (أخنوخ وإيليا) أخذهما الله إلى السماء لغرض خاص قبل موتهما. وأيضًا أولئك المؤمنين الذين ما زالوا على قيد الحياة عند عودة يسوع المسيح إلى الأرض ولن يموتوا بل سيختطفون معه إلى السماء. وبدونها، قضى الله أن يموت جميع البشر. الله قادر على استخدام الموت البشري لتوسيع ملكوته وتمجيد اسمه. (يوحنا 21: 19) إن الرجاء المستقبلي لنا نحن المؤمنين في هذا العالم لا يعتمد على موتنا الجسدي، بل على إيماننا بالله وعمله على الصليب وأننا سنقف في حضرته عندما يقوم. يشير سفر العبرانيين الإصحاح الحادي عشر إلى أبطال الإيمان. استخدم الله إيمان هؤلاء الناس لتعليم الآخرين الإيمان وتحقيق هدفه الإلهي في حياة الآخرين. رغم أن معظمهم لم يروا أي نتيجة إيجابية لإيمانهم في هذا العالم وبعضهم عانوا وقتلوا في المشقة. (عبرانيين ١١: ٣٩-٤٠) لكن الله أعدهم واستخدمهم لشيء أفضل. إن يسوع المسيح، الذي هو مثال ونموذج حياتنا الروحية والجسدية، طلب من الآب نفسه أن يعبر عنه كأس الموت على الصليب إن أمكن. (متى 26: 39) فقال: «ولكن ليس حسب إرادتي، بل حسب إرادتك». كان قصد الله الآب أن يخلصنا نحن البشر بسفك الدم الثمين لذلك مخلص العالم. لقد تم وضع هذه الخطة حتى نتمكن من الحصول على هذا الخلاص. في العبرانيين 5: 7، نتذكر أنه "(يسوع المسيح) في أيامه البشرية، إذ صرخ ونادى إلى القادر أن ينقذه من الموت، قدم طلبات وصلوات كثيرة واستجاب له بسبب تقواه". فأجاب ليس خلاصًا من السقوط في الموت، لأننا نعلم أنه مات على الصليب ودُفن. بل تم الرد عليه بأنه قام من بين الأموات والنصرة بين يديه، وهو الآن جالس عن يمين الله الآب. إذا كان الله الآب مستعدًا أن يبذل ابنه الوحيد الحبيب ليموت من أجل خلاص البشرية، فهو أيضًا قادر على تمجيد اسمه من خلال موتنا. فإذا كان موتي ومعاناتي وتعبي يمجد اسمه ويوسع ملكوته، فيجب أن أقبل ذلك ولا أسمح للخوف من الموت أن يعيق خدمتي لله. 2 تيموثاوس 7: 1... "لأن الله لم يعطنا روح الفشل، بل روح القوة والمحبة والتأديب". وعد الله لنا أن نعرف أن الموت قد فقد شوكته وأن القبر فقد نصره (1كو 55: 15) ويجب أن نقول مع داود "لا أخاف شرًا إذا سرت في وادي ظل الموت، لأنك أنت معي، عصاك وعكازك يعزونني" (مز 23: 4). وقال الرسول بولس في رسالته إلى أهل فيلبي: "لأنها هي حياة المسيح لي، والموت ربح".
